الكلمات الدالة: تطوّر الفن ، أساليب فنية جديدة
المجتمعات حول العالم يعرفون طباعة 3d بأنها تقنية حديثة تنشئ مجسمات ثلاثية الأبعاد بطبقات رقيقة من مواد مختلفة، وتمثّل هذه التقنية تطور مذهل بعالم الصناعة باستخداماتها الكثيرة بكل المجالات بما فيها المجال الفني.
ويميّز هالتقنية دقتها العجيبة اللي تخليها تصنع أشكال معقدة وهياكل بتفاصيل دقيقة مستمدة من نموذج ثلاثية الابعاد مصمم ببرامج تصميمية متخصصة تسمح بتفصيلها إلى طبقات تُطبع بتتابع لما يكتمل النموذج النهائي.
وبهذا المقال بنعطيك نظرة سريعة على التشارك بين الفن وطباعة 3d ومساهمتها الفعلية باختراع فنون جديدة وتحسيّن اللوحات الفنية بطريقة عجيبة ما تقدر تتخيلها.
نظرة فنية على الطباعة ثلاثية الأبعاد
مع تطور هالتقنية وتوسع استخداماتها، يتوقع كثير من الفنانين تغيير أساليبهم الفنية، فممكن يستخدمونها لتجسيد منظورهم بطريقة جديدة إما بإضافة تفاصيل صغيرة لأعمالهم أو صناعته كله بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
ولازم ننبهك عزيزي القارئ، ترا طباعة 3d تُعتبر تقنية نسبياً جديدة بالمجال الفني، وما زالت تتطور وتتوسع في استخداماتها وتطبيقاتها. وعشان كذا ممكن يتطلب الاستخدام الفني للطباعة ثلاثية الأبعاد مهارات فنية وتقنية متقدمة، و فهم عميق للتصميم ثلاثية الابعاد.
تجارب جديدة = أساليب فنية جديدة ؟
هذا التكامل بين التقنية والفن ساهم بإطلاق العنان لحس الفنانين بطرق جديدة وحقق لأعمالهم تأثير بصري مذهل،وحتى كان له دور بتحسين قطعتهم الفنية لما ساهم بكزر الحواجز والحدود الفنية وعطاهم فرصة لتجربة أساليب وتقنيات جديدة، مثل:
-
النحت
مثل ما ذكرنا في مدونة سابقة من مدونات سكتشات، التفت كثير من النحاتين إلى طباعة 3d لسهولة تجسيد تفاصيل أعمالهم المعقدة إلى أشكال ملموسة، ومع تنوّع المواد صارت من أكثر التقنيات اللي يستخدمها النحاتيين لعكس رؤيتهم الفنية.
-
التصميم المعماري
تحمّس كثير من المهندسين المعماريين لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ لأنها عطتهم فرصة لتوضيح تصاميمهم المعمارية بدقة وبتفاصيل عميقة في نماذج تجريبية للمباني أو الهياكل المعقدة، الشي اللي ساعدهم بتقييم التصميم وتحسينه قبل البدء بالبناء.
-
الفن المفاهيمي
يبغى الفنان دايم أن افكاره توصل للمتلقي ويبحث باستمرار عن الخامات المناسبة اللي تساعده يحقق هذا الشي. ومن هذا المنطلق نشأ الفن المفاهيمي نتيجة لملل المبدع من الإطار التقليدي للعمل الفني، وبهذا الفن أهم شيء هو الفكرة أو التصور. وكثيرًا ما استخدم الفنانين طباعة 3d لتطبع لهم نموذجًا تصوريًا يعكس فكرتهم بفن وابداع.
فرصة لمتذوقي الفن المكفوفين
بمساعدة برامج التصميم فتحت طباعة 3d عالم جديد تمامًا من الفن للمكفوفين، بإعادة رسم ونحت اللوحات الفنية الحقيقية وتحويلها للوحات مطبوعة بتفاصيل بارزة تعطي للمكفوفين احساس بحجم عناصر اللوحة وعمقها. واشتهرت شركة "3DPhotoworks" باستخدام هذي التقنية لإنتاج نسخ ثلاثية الأبعاد لكثير من روائع الفنون المشهورة عالميًا، مثل لوحة "الموناليزا" لدافنشي، و"واشنطن تعبر ديلاوير" لإيمانويل لوتز، و"دكتور جاشيت" لفان جوخ.
تمر هذه العملية بخطوات بسيطة تبدأ من مسح اللوحات، وبعدها بمساعدة برامج التصميم تتحوّل للوحة رقمية بمعلومات تفسر الإحساس وعناصر اللوحة بطبقات مختلفة ، وبالنهاية تطبعها طابعات ثلاثية الأبعاد وتضيف بعد فني ملموس لها.
يدا طفل أعمى تستكشفان لوحة "واشنطن تعبر ديلاوير". حقوق الصورة تعود إلى 3DphotoWorks.
تعاونات لفن جديد كليًا
لما يتشارك الفنانين برؤية فنية معيّنة، فغالبًا يتعاونون لإصدار عمل فني جديد يجمع بين تخصصاتهم الفنية وينتجون لنا عمل مذهل ممكن يكون الأول من نوعه بالعالم.
نسخة مطبوعة ثلاثية الأبعاد من الموسيقى. (حقوق الصورة: مشروع الموسيقى المتجمدة)
وهذا اللي مثلّه مشروع "الموسيقى المتجمدة"، وهو تعاون بين أوركسترا جافلي السيمفوني والمصممة جوليا كورنر والمنسق أندرياس فيرزيجر. وكل واحد من هالفنانين حاول يدمج تخصصه بالآخر لتتحد الموسيقى والنحت وطباعة 3d لتكوّن تجربة ملموسة للموسيقى وتحويّل للمؤلفات الأوركسترالية إلى أعمال فنية ملموسة.
فمرّةً تلتف المنحوتة لتجسّد الألحان الناعمة للفلوت وتضطرب المنحوتة الأخرى بتعرجات معقدة تجسّد الطاقة الحماسية للمزمار في أغنية أُخرى، لتترجم هذه المنحوتات المؤلفات الموسيقية المعقدة وتحوّلها إلى منحوتات مذهلة بصريًا.